إدارة الشئون الفنية
سلامة الصدر

سلامة الصدر

30 يوليو 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 20 من ذي الحجة  1442هـ - الموافق 30 / 7 /2021م

سَلَامَةُ الصَّدْرِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ مُصَرِّفِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ وَخَالِقِ الْخَلْقِ وَمُدَبِّرِ الْأُمُورِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ]الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ[، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَنَارَ اللهُ بِهِ الْعُقُولَ وَشَرَحَ بِهِ الصُّدُورَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثيرًا إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:                             

لَقَدْ حَرَصَ الْإِسْلَامُ عَلَى غَرْسِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ فِي النُّفُوسِ حِرْصًا شَدِيدًا، وَدَعَا إِلَيْهَا وَشَجَّعَ عَلَيْهَا، وَأَكَّدَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِمَعَالِيهَا تَأْكِيدًا، فَمَا مِنْ خُلُقٍ كَرِيمٍ إِلَّا حَثَّ عَلَيْهِ، وَلَا مِنْ خُلُقٍ ذَمِيمٍ إِلَّا حَذَّرَ مِنْهُ.

أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا وَدَعَانَا إِلَيْهَا: سَلَامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْغِلِّ وَالْحَسَدِ، وَمِنَ الْبَغْضَاءِ وَالْحِقْدِ، فَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْخِصَالِ وَأَشْرَفِ الْخِلَالِ؛ فَفِي طَهَارَةِ الصَّدْرِ الْعَافِيَةُ وَالسَّلَامَةُ، وَفِيهَا الْفَوْزُ وَالنَّجَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ]يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[ [الشعراء:88-89]، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ فِي الدُّنْيَا، وَمِنْ أَجَلِّ أَنْوَاعِ النَّعِيمِ فِي الْأُخْرَى؛ قَالَ تَعَالَى: ]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ[ [الحِجر:47]، وَقَدْ عَلَّقَ الشَّرْعُ صَلَاحَ الْإِنْسَانِ عَلَى سَلَامَةِ الصَّدْرِ وَطَهَارَةِ الْجَنَانِ؛ فَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].

وَلَقَدْ أَثْنَى اللهُ عَلَى أَقْوَامٍ يَدْعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِإِخْوَانِهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْغُفْرَانِ، وَأَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ وَيُسَلِّمَ صُدُورَهُمْ مِنَ الْغِلِّ نَحْوَ مَنْ سَبَقُوهُمْ بِالْإِيمَانِ، فَقَالَ تَعَالَى: )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ( [الحشر:10]، فَأَيُّ لَذَّةٍ وَنَعِيمٍ فِي الدُّنْيَا أَطْيَبُ مِنْ بِرِّ الْقَلْبِ وَسَلَامَةِ الصَّدْرِ؟!.

مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ:

وَلَقَدْ كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّعْوَةُ إِلَى سَلَامَةِ الصَّدْرِ مِنَ الآفَاتِ، وَالتَّذْكِيرُ بِصِلَةِ مَنْ قَطَعَ، وَإِعْطَاءِ مَنْ مَنَعَ؛ وَذَلِكَ لِغَسْلِ الْقُلُوبِ مِنْ أَوْضَارِهَا، وَتَطْهِيرِ الْبَوَاطِنِ مِمَّا يَشِينُهَا وَيُضَارُّهَا؛ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ! صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ]؛ إِذْ نَقَاءُ الْبَاطِنِ وَخُلُوُّهُ مِنَ الْآثَامِ، وَسَلَامَةُ الصَّدْرِ نَحْوَ الْأَنَامِ؛ يَضَعُ صَاحِبَهُ فِي مَصَافِّ النُّـبَلَاءِ، وَيَجْعَلُهُ فِي زُمْرَةِ عِبَادِ اللهِ الْأَتْقِيَاءِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» [أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

إِخْوَةَ الإِسْلَامِ:

وَلَقَدِ الْتَزَمَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ وَصَايَاهُ وَهَدْيَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَلَامَةِ الصَّدْرِ؛ فَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَشيرٍ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَعْمَالِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، قَالَ: كَانُوا يَعْمَلُونَ يَسِيرًا وَيُؤْجَرُونَ كَثِيرًا، قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ لِسَلَامَةِ صُدُورِهِمْ. وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (إِنَّكَ لَتَشْتُمُنِي وَفِيَّ ثَلَاثُ خِصَالٍ: إِنِّي لَآتِي عَلَى الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ مِنْهَا. وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فِي حُكْمِهِ فَأَفْرَحُ بِهِ، وَلَعَلِّي لَا أُقاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا. وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ قَدْ أَصَابَ الْبَلَدَ مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ، وَمَا لِي بِهِ مِنْ سَائِمَةٍ) [أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيمٍ].

 وقَالَ يُونُسُ الصَّدَفِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، نَاظَرْتُهُ يَوْمًا فِي مَسْأَلَةٍ، ثُمَّ افْتَرَقْنَا، وَلَقِيَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أَلَا يَسْتَقيمُ أَنْ نَكُونَ إِخْوَانًا وَإِنْ لَمْ نَتَّفِقْ فِي مَسْأَلَةٍ؟).

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَجْمَعَ لِهَذِهِ الْخِصَالِ مِنْ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - وَكَانَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الْأَكَابِرِ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي لِأَصْحَابِي مِثْلُهُ لِأَعْدَائِهِ وَخُصُومِهِ. مَا رَأَيْتُهُ يَدْعُو عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ قَطُّ، وَكَانَ يَدْعُو لَهُمْ). فَلِلَّهِ دَرُّ النُّفُوسِ الْكَرِيمَةِ! وَأَكْرِمْ بِأَصْحَابِ الصُّدُورِ السَّلِيمَةِ!.

وَهَكَذَا يُثْمِرُ الْإيمَانُ إِذَا خَالَطَتْ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ، وَانْشَرَحَتْ بِهِ الصُّدُورُ: قُلُوبًا رَحِيمَةً، وَصُدُورًا سَلِيمَةً، وَمَوَاقِفَ حَكِيمَةً، وَنُفُوسًا أَبِيَّةً كَرِيمَةً.

)وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ( [فصلت:34-35].

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ.

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ سَلَامَةَ الصَّدْرِ غَايَةٌ يَجِبُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهَا كُلُّ مُسْلِمٍ؛ لِيَسْلَمَ لَهُ دِينُهُ، وَلِيَتَخَلَّصَ مِنَ الْأَذَى وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ.

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ     أَرَحْتُ نَفْسِيَ مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى سَلَامَةِ الصَّدْرِ أَسْبَابٌ مِنْهَا: مُلَازَمَةُ الدُّعَاءِ: )وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا( [الحشر:10]، وَقَدْ كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي [أَيْ:  أَزِلْ حِقْدَهُ]» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا]. وَمِنْهَا: حُسْنُ الظَّنِّ بِالْمُسْلِمِ، وَإِعْذَارُهُ إِذَا أَخْطَأَ، وَحَمْلُ أَقْوَالِهِ عَلَى أَحْسَنِ الْمَحَامِلِ؛ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (لَا تَظُنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فِيْ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلًا). وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: (إِذَا بَلَغَكَ عَنْ أَخِيكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ فَالْتَمِسْ لَهُ الْعُذْرَ جَهْدَكَ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْرًا فَقُلْ فِي نَفْسِكَ: لَعَلَّ لِأَخِي عُذْرًا لَا أَعْلَمُهُ).

وَمِنْهَا أَيْضًا: تَرْكُ التَّنَافُسِ عَلَى الدُّنْيَا؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ].

وَمِنْهَا: تَجَنُّبُ الْجِدَالِ وَالْمِرَاءِ، وَكُلِّ مَا يَبْعَثُ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالشَّحْنَاءِ، وَالزُّهْدُ فِي حُبِّ التَّصَدُّرِ وَالرِّيَاسَةِ، وَالْبُعْدُ عَنِ التَّعَدِّي وَالتَّطَاوُلِ، وَالتَّجَمُّلُ بِالْكِيَاسَةِ؛ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: (حُبُّ الرِّيَاسَةِ أَعْجَبُ إلَى الرَّجُلِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَنْ أَحَبَّ الرِّيَاسَةَ طَلَبَ عُيُوبَ النَّاسِ).

وَمِنْهَا: إِفْشَاءُ السَّلَامِ وَالتَّهَادِي بَيْنَ الْأَنَامِ، وَحُبُّ الْخَيْرِ لَهُمْ، وَكَفُّ الشَّرِّ عَنْهُمْ، وَمُقَابَلَةُ الْإِسَاءَةِ بِالْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ، وصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؛ لِلْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟[أَيْ: حِقْدَهُ وغِشَّهُ]: صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» [أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].

وَأَعْظَمُ أَسْبَابِ سَلَامَةِ الصَّدْرِ: تَوْحِيدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ، وَطَاعَةُ وُلَاةِ الأَمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ؛ عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ؛ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الِاحْتِرَازِيَّةِ.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلُوبَنَا مِنَ النِّفَاقِ، وَأَعْمَالَنَا مِنَ الرِّيَاءِ، وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكَذِبِ، وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني